في أحيان كثيرة وفي مجالس متعددة في حياتنا نواجه أناس مشوقين، يتحدثون وتود لو انهم لا يسكتون، فطريقه حديثهم شيقة، سردهم للقصص لا يمل، استرسالهم في شرح التفاصيل جذاب جداً، في حين إنك تجد ان اخرين لديهم من المعلومات ما هو أجدى وأروع وأكثر أهمية مما يرويه الأخرون، لكن ليس لديهم القدرة الكافية في شد الانتباه او لفت الأنظار، او حتى تأثير والأقناع. إضافة ان فئة كبيرة من الناس يشعرون برهبة في مواجهة الجمهور وصعوبة في إبداء الرأي او وجهات النظر، خوفاً من التعليق عليهم، او اشعارهم بالحرج او عدم القبول والرفض، وقد يعود الى أسباب ماضية في طفولتهم، ومجرد ان يعرفون السبب ويتم معالجتهم من قبل المختصين يتم تخطيها ببساطة، وكل ذلك لإعادة الثقة بالنفس والقدرة على الحوار او الإلقاء بيسر وسهولة.
وسأسرد لكم بعض الآداب ونقاط الإتيكيت العام في الحديث او الألقاء:
قبل البدء في الحديث يجب عليك بناء الموضوع في ذهنك بشكل تسلسي من (مقدمة ومضمون وخاتمة)، لتسهيل الاسترسال والطرح:
- المقدمة: ويشرح فيها سبب اختيار هذا الموضوع او القصة كما كانت للذكرى او الفائدة او المشاركة أو على الأقل ربطها بالحديث الحالي. ويمكن فيها الشكر لصاحب الدعوة او المنظمة لإتاحة الفرصة لإبداء الرأي والحديث.
- المضمون: وهو جوهر الموضوع الذي يحتاج منك التركيز، والاختيار الصحيح للوقوف على المواضع المهمة والأساسية.
- الخاتمة: ذكر باختصار شديد خاتمة جميلة، ثم بالتمني للجميع الاستفادة، يليها شكر الجميع على حسن الاستماع.
خلال الحديث يجب مراعاة النقاط التالية:
- استرجاع احداث القصة او الموضوع وتسلسله في ذهنك بشكل سريع.
- حدد في حديثك ما يمكن حذفه أو كونه غير مناسب ذكره للحضور او المستمعين .
- توقيت الحديث يجب ان يكون مناسباً وملائماً. فلا يكون في نهاية الجلسة، حيث قرب الانصراف، ولا في بدايتها وقبل اكتمال الحضور.
- اختيار الموضوع اللائق في التوقيت المناسب، فلا حديث مثلاً عن الموت وقت العشاء، أو موعظة وقت انس المجموعة.
- ان تكون القصة مناسبة للأفراد والحضور كالتفاوت في العمر والمنزلة، او الثقافات.
- تجنب المواضيع الحساسة، العنصرية ، الدينية ، الطائفية او السياسية.
- تجنب الإكثار من الهزل والحديث الفكاهي، الذي ينزل بقدرك ومستواك امام الناس.
- ان كان للحديث الذي تطرحه فكرة، فمن الجميل ان تعززه بحديث شريف او أية من القران الكريم او دراسة موثوقة.
- في إلقاء العروض يفضل الوقوف بشكل واثق، وتفادي الحركة الكثيرة، والتي تجعل الأنسان في توازن تام.
- اعطي كل نقطه حقها من الشرح، في حال شعرت ان المجموعة الأكبر لم تستوعب وانهم متقبلين للاستماع أكثر.
- الانتقال بين فكرة وفكرة بانسيابية، ووضوح لمخارج الحروف، وتوازن الصوت مهم، بل ويمنح إحساس بالثقة عالي.
- التواصل البصري مع الحضور مهم، مع تفادي تركيز النظر الى أحدهم، او الشخص الذي تعرفه فترات طويلة.
- تفادي حركات اليدين الكثيرة، وتفادي الإشارة على أحد الحضور، حتى لو لم يكن متعمداً.
- التنفس السليم مهم ويجعلك تتفادى انقطاع الحديث ويسهل عليك استلهام افكارك بشكل صحيح.
- المرونة والتقبل في حال تمت مقاطعتك بسؤال او اعتراض أو حتى تصحيح، فكثير من الناس لهم طبائع مختلفة فيجب تحمل الجميع والتوازن في ردة الفعل. والقدرة على معاودة الحديث والاسترسال.
للحديث وسرد القصص والحكايات اتكيت وآداب عامة يجب ان تراعى وتأخذ في الحسبان. والقدرة على الألقاء والعرض ومواجهة الجمهور ملكة يمتلكها الأنسان، تختلف من شخص لأخر، وهي من الأمور التي يحتاجها الفرد في حياته الاجتماعية والعملية لإبداء وجهة نظره واقناع الأخرين أو لتوصيل المعلومات التي يحتاج توصيلها، وهي ايضاَ من الأمور السهلة التي يمكن أي شخص التدرب عليها من خلال البدء بالمجموعات الصغيرة من الأصدقاء والأهل، ثم التدرج للناس والجمهور. حتى يألفها الأنسان وتصبح من عاداته وسلوكياته الاعتيادية السهلة.